كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب
فاجأت شركة «سوني» الصحافيين وخبراء الأجهزة الإلكترونية في معرض «إيفا» الدولي ببرلين بإعلانها تدشين عصر التلفزيون المسطح الثلاثي الأبعاد (المجسم) للسوق بدءا من عام 2010. وقال هوارد ستنغر، رئيس شركة «سوني»، أمام الصحافيين إن نظام الأبعاد الثلاثية في أجهزة «سوني» سيشمل أيضا شاشات الكومبيوتر وشاشات النوتبوك (فايو) وأجهزة بلاي ستيشن ومشغلات «بلو راي» أيضا، إلا أنه رفض الإفصاح عما إذا كان التلفزيون الثلاثي الأبعاد سيكون ضمن سلسلة إنتاج أجهزة سوني الشهيرة «برافيا».
وكان المعرض قد فتح أبوابه بعد ظهر الأربعاء أمام الصحافيين على أن يفتح أبوابه أمام الجمهور في نهاية الأسبوع. وتعتبر شركات الإنتاج السينمائي ومنتجو الأجهزة الإلكترونية أن الفيديو الثلاثي الأبعاد مصدر ربح وفير. وكانت شركات منافسة مثل «سامسونج إلكترونيكس» و«إل جي إلكترونيكس» الكوريتين الجنوبيتين و«باناسونيك» اليابانية قد أعلنت اعتزامها تقديم أجهزة تلفزيون ثلاثية الأبعاد أيضا. وتنفرد دور العرض السينمائي المزودة بشاشات مجسمة بسوق الأفلام ثلاثية الأبعاد حاليا نظرا لعدم توافر هذه الأفلام على شرائط فيديو.
ويعّول قطاع الأجهزة الإلكترونية على التلفزيون الثلاثي الأبعاد، وعلى التلفزيون عموما، في إخراج القطاع من أزمته التسويقية. إذ سجلت الأشهر الستة الأولى من هذا العام انخفاض مداخل القطاع على المستوى العالمي بنسبة 1,6 في المائة في حين سجلت مبيعات التلفزيون المسطح في الفترة نفسها زيادة بنسبة 12 في المائة.
وليس ما تقدمه «سوني» سوى واحد من مئات الأجهزة المتطورة، في مختلف المجالات، التي سيطرحها المعرض الذي يفتح اليوم أبوابه أمام زواره الذين ينتظر أن يزيد عددهم على 200 ألف. وتشارك هذه السنة أكثر من 1200 شركة، من 63 دولة، ستسهم في التنافس على جذب أنظار الجمهور على مساحة 160 ألف مربع. فالمعرض يضم أجهزة الملتيميديا والاتصالات إلى جانب الأجهزة المنزلية الممتدة بين الثلاجات وغسالات الملابس والمكانس الكهربائية والأجهزة الأمنية والرقابية.
ويقول منظمو «إيفا» إن معرض عام 2009 سيكون معرض التلفزيونات بلا منازع لأنه يشهد تحول التلفزيون إلى جهاز متعدد الوظائف يتيح للإنسان السيطرة على الأجهزة المنزلية الأخرى، يعبد طريقه إلى الإنترنت، ويقلل استهلاك الكهرباء وفق شعار المعرض العتيد «Green IT».
واستعرضت شركة «ماكسدوم»، المتخصصة بمواقع تحميل الأفلام على الشبكة، بالتعاون مع شركة «ل.ج»، تلفزيونا مسطحا عالي التقنية يتيح لشاريه الدخول إلى مكتبة «ماكسدوم للأفلام» على الإنترنت التي تحتوي على أكثر من 20 ألف فيلم. ويمكن للزبون التنقل بين التلفزيون والمكتبة، والاختيار من أرشيف الأفلام، بواسطة جهاز التحكم عن بعد «الريموت كونترول». وسيطرح التلفزيون في الأسواق في الربع الأول من عام 2010.
وتشارك «فيليبس» في المعرض، إلى جانب أجهزة أخرى، بتلفزيون «فيليبس سينما» الذي يعرض البرامج على شاشة من مقياس 21:9. وتلفزيون بلا حواشي سوداء لأن الشاشة تمتد حتى نهاية الحافة، قطر شاشته 142 سم يستخدم Full HD وكثافة نقطية عالية.
ويشهد معرض 2009 أيضا نهاية عصر «جنون البكسل» في صناعة الكاميرات الرقمية التي انتقلت إلى عصر الكاميرا المصغرة المتعددة الوظائف والعالية الدقة. وبعد أن عرضت «كانون» كاميرا للمحترفين بـ 64 مليون بكسل في المعارض السابقة، وعرضت «نيكون» كاميرا بأكثر من 34 مليون بكسل، أصبحت الـ 10 ملايين بكسل هذا العام القاسم المشترك الأعظم للكاميرات. ورغم صغر الكاميرات فإن شاشاتها أكبر، كفاءة عدساتها أكبر، ومدى التكبير البصري (الزوم) أكبر. وعرضت «أوليمبوس» كاميرا صغيرة SP 590 UZ مزودة بزوم بصري يكبر 26 مرة.
ويمكن لمن يبحث عن الجديد و«المذهل» أن يجد ضالته بسهولة في معرض برلين الذي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم. وإضافة إلى أجهزة الملاحة للسيارات في المدن، التي تقدم المعلومات عن مدن أوروبا بالرسوم الثلاثية الأبعاد، فهناك أجهزة الملاحة المتخصصة في ملاحقة المشبوهين، في الكشف عن الحيوانات الأليفة الضائعة، وفي مراقبة الأطفال الأشقياء. وطرحت شركة «ليووركس» جهاز ملاحة مصغر اسمه i Nanny Family يمكن إخفاؤه في ملابس الطفل بغية مراقبة حركته أو بهدف ملاحقة آثاره على الهاتف الجوال في حالة اختطافه. وتقول مصادر الشركة إنها طورت «صندوقا أسود» للسيارات، يشبه صندوق الطائرات، ويخبر بعد الحوادث عن حالة كافة أجزاء السيارة والشارع والسائق والمارة والتضاريس